النـــــقـــل

من المعروف أن عمليات النقل الدولى بفروعه المختلفة البرى والبحرى والجوى تحتل أهمية خاصة لاسيما فى الوقت الحالى وذلك للأسباب الآتية:
1 تنوع وتزايد عمليات التجارة الدولية فى مجال السلع والبضائع لا سيما مع تطبيق مبادئ التخصص الدولى وتقسيم العمل الدولى.
2 دخول عصر العولمة بأبعادها المختلفة ودخول عصر السموات المفتوحة وما لذلك ما آثاره على تطوير عمليات النقل الدولى بصفة عامة والنقل الجوى والطيران المدنى بصفة خاصة.
3 عدم وجود بحرية لبعض الدول حتم عليها ضرورة الاهتمام بإيجاد شبكة من الخطوط البرية الداخلية والخارجية، ومن ثم ساعد ذلك على تطوير عمليات النقل الدولى البرى.
4 كما أن تعاظم الخبراء من التجارة العالمية الذى يتم نقله عن طريق البحر ترتب على ضرورة الاهتمام بتطوير شبكات النقل الدولى البحرى، والاهتمام بتطوير خدمات الملاحة البحرية العالمية وتطوير صناعة السفن وتطوير الموانى والخدمات الأخرى المرتبطة.
لذلك، وفى ضوء ما سبق أصبحت للنقل الدولى بأنواعه المختلفة أهمية كبيرة فى دعم أنشطة قطاعات الاقتصاد القومى المختلفة، فضلا عن دورة فى دعم قطاع التجارة الخارجية وتدعيم رصيد ميزان المدفوعات.
وفى هذا الكتاب، سوف يتم تغطية كافة الجوانب المختلفة سواء النظرية أو العملية لاقتصاديات النقل الدولى بأنواعه الثلاثة البرى والبحرى والجوى، وبالشكل الذى يتم من خلال تغطية كافة القضايا المرتبطة بذلك المقرر الدراسى الهام الذى يتم تدريسه على مستوى مرحلة البكالوريوس لطلاب شعبة اقتصاديات التجارة الخارجية كلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة حلوان.
لذلك، وفى ضوء ما سبق، فقد عرضنا فى الفصل الأول من الكتاب أساسيات النقل الدولى وذلك من حيث مفاهيمة المختلفة، خطوطه، مستنداته، أبعاده المختلفة. بينما وضحنا فى الفصل الثانى الأبعاد المختلفة الخاصة بأسطول النقل الدولى من حيث حجمه وتوزيعه سواء جغرافيا أو نوعياً والتطورات المختلفة التى تعاقبت عليه. فى حين خصص الفصل الثالث لاستعراض وتوضيح الأهمية الاقتصادية للنقل الدولى بأبعاده المختلفة ومدى تأثيره على ميزانية المدفوعات، توطن الصناعة، تأثيره لسياسة التعبئة والتغليف وغير ذلك. ثم جاء الفصل الرابع ليوضح التطورات الحديثة فى النقل البحرى والتطورات الأخيرة وفى الأسطول البحرى العالمى.
أما الفصل الخامس فقد ركز بصفة أساسية على إبراز أهمية وأبعاد وآثار التعاون الإقليمى فى مجال النقل الدولى سواء على مستوى الدول النامية أو على مستوى الدول العربية وذلك بهدف تطوير النقل الدولى عامة والنقل البحرى خاصة. بعد ذلك يأتى الفصل السادس ليركز على قطاع النقل فى مصر ومدى تأثيره وتأثره بالاقتصاد القومى. وبالقطاعات الاقتصادية الأخرى.
ثم بعد ذلك يعرج بناء الكتاب فى فصله السابع ليوضح الأبعاد المختلفة للنقل البرى الدولى وعلاقته بالاقتصاد القومى فى حين الفصل الثامن يلقى الضوء على النقل الدولى البحرى فى الاقتصاد المصرى وحجم الأسطول البحرى المصرى والموانى المصرية، مع استعراض أهم العقبات التى تواجه شبكة النقل البحرى المصرى. أما الفصل التاسع فإن يستطرد الحديث عن الأسطول ولكن منظور عالمى وسبل الإدارة الحديثة للموانى البحرية العالمية ومدى استفادة الإدارة المصرية من تلك السبل الحديثة لرفع كفاءة موانيها البحرية.
بينما يأتى الفصل العاشر لينقلنا إلى الحديث عن الخدمات المختلفة للنقل البحرى وما تمثله من أهمية تكاملية لأنشطة النقل البحرى الرئيسية من عمليات شحن، تفريغ، توكيلات ملاحية، خدمات نقل برى.... وغير ذلك. ولما كان العنصر البشرى هو الأساس فى عمليات النقل الدولى، فإن الفصل الحادى عشر جاء ليركز على إبراز أهمية كفاءة العنصر البشرى وأثره على النقل الدولى. فى حين يستعرض الفصل الثانى عشر بعض الاتجاهات الحديثة فى النقل الجوى ومدى الاستفادة من تجربة الاتحاد الأوربى فى النقل الجوى.
ولما كانت هناك بعض الأفكار عن بعض العلماء المسلمين حول النقل الدولى وعلاقته بعلوم الفلك والجغرافيا وغيرها، فقد جاء الفصل الثالث عشر ليلقى الضوء على أدبيات النقل الدولى عند المسلمين مثل الاكتشافات المرتبطة بالنقل الدولى، وبعض المؤسسات التجارية المعتمدة على النقل عند المسلمين فى العصور الوسطى. أما الفصلين الرابع عشر والخامس عشر فإنهما يوضحان أهم الاتفاقيات والمعاهدات الثنائية والدولية فى مجال النقل البحرى ومدى انخراط مصرفيها، مع توضيح أهم التشريعات والقرارات الحديثة التى اتخذتها الإدارة المصرية فى مجال النقل البحرى. وأخيراً بعرض الفصل السادس عشر لتحديث الأنظمة الجمركية فى مصر وما لذلك من آثار إيجابية على رفع كفاءة قطاع النقل الدولى فى الاقتصاد المصرى. وفى النهاية نعرض فى مجموعة ملاحق متتابعة لأهم المصطلحات والنماذج الخاصة بالنقل الدولى والتجارة الخارجية على المستويين المحلى والعالمى.

شكرا