إدارة الحــــــشــــود في مكه

ان المشكلة الأساسية للورقة البحثية تنبع أساسا من من التزاحم المتزايد والطلب الكبير من جانب مسلمى العالم على أداء مناسك الحج والعمرة ، مما قد يتسبب فى احداث كثير من نقاط الاختناق وعدم انسيابية حركة الحجيج والمعتمرين لاسيما فى أوقات الذروة من العام( شهرى رمضان وذى الحجة ) وأوقات الذروة من اليوم ( أوقات الصلوات الخمس ) . ومن ثم فإن غياب البعد الادارى والتنظيمى أو على الأقل التقليل من شأنهما قد يكون له آ ثاره غير المرغوبة . فقد يتسبب فى عدم قدرة بعض الحجيج على أداء كافة المناسك داخل الحرم المكى من طواف وسعى وصلاة وغيرها أو أدائها ولكن بكثير من المشقة مع توافر كثير من المخاطر.كما أن من الاماكن داخل المنطقة المركزية التى يحدث فيها كثير من المشكلات والتى تتطلب استخدام الحلول الادارية والتنظيمية بل والتكنولوجيات الحديثة من اتصالات ومواصلات وغيرها نجد التالى على سبيل المثال :الزحام والتكدس الشديدين عند الدخول للطواف والخروج منه- الزحام والتكدس الشديدين عند مداخل الحرم- الزحام والتكدس الشديدين عند الصلاة خلف مقام ابراهيم- الزحام والتكدس الشديدين عند محاولة الصلاة داخل حجر اسماعيل- الزحام والتكدس الشديدين عند الملتزم للتبتل والدعاء- الزحام والتكدس الشديدين عند الاقتراب من الحجر الاسود- الزحام والتكدس الشديدين عند جبل الصفا والمروة- الزحام والتكدس الشديدين عند الدخول للصلاة خاصة صلاتى التراويح والتهجد فى رمضان . قد يحدث في كل ذلك أزمات تتطلب التجاوب معها وادارتها وحلها بالسرعة والكفاءة وبما يمنع حدوث تداعيات كثيرة بعد ذلك.

ومن ثم ، فإن هذا البحث يعرض رؤية لتفعيل الابعاد التنظيمية والادارية فى عملية ادارة الحشود فى المنطقة المركزية عامة وداخل المسجد الحرام خاصة ، مع الاشارة الى الأبعاد الشرعية التى تسهم فى حل تلك المشكلات وتسبب الانسيابية فى أداء المناسك ، وكيفية استخدام القواعد الشرعية للاستفادة من آراء الفقهاء للتيسير ورفع الحرج . فمن الحلول الشرعية مثلا ( التوفيق بين آراء الفقهاء- تقسيم الحجيج والمعتمرين عند أداء الصلوات الخمس فى ضوء الوقت المحدد شرعا - الاستفادة من جواز امتداد صفوف المصلين خارج الحرم بل وخارج الساحات المحيطة فى الشوارع والميادين والمناطق المجاورة . أما عن الأفكار والرؤى الادارية والتنظيمية مثلا:انشاء مجموعة من الابواب للادوار العليا الثلاث تمتد للساحات المحيطة بالحرم عبر جسور معينة تسهل الدخول والخروج وتخفف الضغط على ابواب الدور الأرضى – تكرار صلاة الجماعة اكثر من مرة خاصة فى موسمى الذروة ( رمضان والحج ) مع مراعاة الابعاد الشرعية فى ذلك ، الى غير ذلك مما سيأتى فى الدراسة التفصيلية. كما أن من الاجراءات الادارية والتنظيمية التى لابد من اتخاذها هى التخطيط الجيد والتنسيق الدقيق والرقابة المستمرة لضمان تفعيل تلك الأبعاد .
فرضية البحث :
لذلك يقوم البحث على الفرضية التالية "من المتوقع أن يكون لتفعيل الحلول الادارية والتنظيمية مع مراعاة الآبعاد الشرعية الشرعية فى المنطقة المركزية عامة والحرم المكى خاصة دورها فى تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة وخاصة فى ظل الحشود الكبيرة والمتزايدة فى موسمى الحج ورمضان ، ومن ثم يكون لذلك آثاره الايجابية على كل من الحجيج والسلطات المسئولة ".




تهدف هذه الورقة البحثية لاختبار الفرضية السابقة لمعرفة والتوصل الى مدى تحققها من عدمه . ان تحقيق هذا الهدف يكون من خلال محاولة الوصول الى تحقيق مجموعة الأهداف الفرعية التالية : -
• عرض وتوضيح لمجموعة من الحلول الشرعية لمشكلة تكدس الحشود والزحام فى المنطقة المركزية وداخل المسجد الحرام.
• عرض وتوضيح لمجموعة من الحلول الادارية والتنظيمية لمشكلة تكدس الحشود والزحام فى المنطقة المركزية وداخل المسجد الحرام.
• عرض وتوضيح لمجموعة من الحلول التوعوية والاعلامية لمشكلة تكدس الحشود والزحام فى المنطقة المركزية وداخل المسجد الحرام.
• عرض وتوضيح لمجموعة من الحلول الانشائية لمشكلة تكدس الحشود والزحام فى المنطقة المركزية وداخل المسجد الحرام.

يقوم البحث على المنهج التحليلى لدراسة هذا الموضوع وتحليل أبعاده المختلفة الشرعية والادارية والاقتصادية والتنظيمية . ومن ثم يلتزم البحث فى منهجيته على ضرورة الربط والجمع والتكامل بين الحلول الشرعية من ناحية ، والحلول الادارية والتنتظيمية والتوعوية والانشائية المقترحة من ناحية أخرى .

من الدراسة والبحث المكتبى ، يبدو هذا الموضوع أنه حديث نسبيا ، وان كانت هناك دراسات سابقة فانها تركز على بعض الأبعاد دون الأخرى . ومن هذه الدراسات نذكر على سبيل المثال الدراسات الآتية : -
• دراسة الزحيلى (2004) والتى تركز على طرح مجموعة من الحلول الشرعية فقط ، مركزة على مشكلةالحشود المتزايدة و الزحام فى منى فقط وليس فى المنطقة المركزية .
• دراسة أبو رزيزة (2001) والتى تركز على طرح مجموعة من الحلول التكنولوجية والفنية فقط ، مركزة على مشكلة التكدس والزحام فى الحرمين الشريفين .
• دراسة جينون (2003) والتى تركز على طرح مجموعة من الحلول الادارية والتنظيمية ، مركزة على البنية التحتية فى كافة منطقة المشاعر ومنطقة الحرمين الشريفين ككل .
ومن ثم ، وفى ضوء ما سبق ، تنبع الأهمية الأساسية للبحث الحالى فى كونه يطرح مجموعة من المقترحات والحلول المتنوعة ( شرعية – ادارية - تنظيمية - توعوية ...)مركزا على التكدس والزحام فى المنطقة المركزية فقط لاسيما داخل المسجد الحرام باعتبارها من أكثر مناطق الزحام وأشدها خطورة فى مناسك الحج بصفة عامة .
فى ضوء ما تقدم ، من المتوقع أن يغطى البحث النطاقين الزمانى والمكانى التاليين : -
• النطاق المكانى :حيث يتم التركيز فقط على المسجد الحرام والمحيط القريب منه
• النطاق الزمانى : فهذا البحث يعرض لوجهة نظر مستقبلية فى كيفية حل مشكلة الزحام من خلال الادارة الجيدة للحشود فى ضوء النظرة المستقبلية طويلة المدى ، والتخطيط الاستراتيجى طويل الأجل .
من المتوقع ان يتم بحث هذا الموضوع من خلال المباحث التالية:-
• المبحث الأول : الحلول الشرعية لمشكلة التكدس والزحام وكيفية تحقيق الانسيابية للحجيج والمعتمرين
• المبحث الثانى : الحلول الادارية والتنظيمية لمشكلة التكدس والزحام وكيفية تحقيق الانسيابية للحجيج والمعتمرين
• المبحث الثالث :الحلول التوعوية والانشائية لمشكلة التكدس والزحام وكيفية تحقيق الانسيابية للحجيج والمعتمرين
• المبحث الرابع : النتائج والتوصيات .